توب ستوري

الكاتبة ماري ميخائيل تكتب.. جزء من الوطن مفقود



مضت سنة أخرى لم يتغير شيء كل يوم كالذي قبله والذي سيأتي بعده لا شيء تغير سوى التاريخ بدل الإثنين وضعنا ثلاثة وكما وضعنا ثلاثة سنضع أربعة بعد سنة ونحن واقفين على حافة هاوية مجهولة نشاهد مستقبل معدوم خالٍ من الحياة والرفاهية التي من حق كل إنسان.


فيما بعد تأتي أمنياتنا المُضطهدة وأحلامنا المشردة التي نعلقها أملاً على شجرة رأس السنة من كل عام ، أحلام كانت تضيء قبل اثنا عشر عاماً تتلألأ كأضواء شجرة الميلاد أما الآن فقد احترقت.


فيما بعد هنا طوابير الناس على رغيف الخبز والمحروقات وغيرها وهنا باب المطار يبتلع أكثر من نصف الشعب.

هنا أطفال بقارةٍ أخرى متمسكين بالحياة يحلقون مع الفراشات لمستقبلٍ مزهرٍ واضح ، وهنا أطفال يتلحفون الصقيع والجوع كل ليلة.


أما الآن لا مجال للمقارنة أبداً بين شعوب خُلقت للحياة الواضحة المفعمة بالازدهار و التطور و الحضارة والعلم ورفاهيات الحياة ، وشعوب خُلقت بواقع مجهول الهوية ومستقبل مجهول لا ندري بأي وادٍ نسقط بعد ولا نعرف بأي قاع سنقع أكثر لأننا أصبحنا في قاع القاع.


هنا لا محالة من النجاة هنيئاً لمن نجوا بأعجوبة منذ سنين في حين رفضهم وطنهم هناك أوطان احتضنتهم بحب و #إنسانية كالأم الحنون وجميعنا نعرف جيداً أن الأم الحقيقية هي من تربي وتحتضن وتحتوي وليست الأم من تنجب فقط.

هنيئاً لهم السعادة والدفء والشعور #بالانتماء الحقيقي هنيئاً لهم مقومات حياة كاملة لم نحصل عليها ابداً طالما تمسكنا بالمكان الخطأ في الكرة الأرضية. 


هذا أجر لنا أننا بقينا متمسكين بجذوعنا #المهترئة منذ زمن بعيد ولكن إلى متى ومن اجل ماذا ومن أجل من #تآكلنا .

هنيئاً لمن هربوا من جنةٍ كاذبة أوهمونا بوجودها منذ الصغر لكنها #جحيم أحرقتنا بلهبٍ بطيء ، هنيئاً لهم جنة الإنسانية التي حظوا بها عندما ينادون يسمعهم أحد أما نحن فحظاً أوفر لنا ولبَحة صوتنا الباردة التي لم ولن يُرد عليها حتى لو بقينا نصرخ كالجريح من الآن إلى مئة سنة كاملة. 

كاتبة سورية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى