يواجه الآباء في الآونة الأخيرة مشكلةً كبيرة في حياتهم تسبب لهم جرحاً عميقاً لا يندمل وخصوصاً في البلدان العربية التي لا زال فيها التعلق بالعادات والتقاليد او حتى الالتزام بالمعايير العامة والمفاهيم السائدة في المجتمع الشرقي والأخذ بعين الإعتبار كينونة الأسرة واحتواء العائلة الكبيرة للصغيرة منها . واعتماد الابناء على الآباء في بناء حياتهم الجديدة فكان الاحترام في السابق موجود من الابناء واما الآن بعد تدهور الوضع الإقتصادي في البلاد بسبب الثورات والحروب وتدمير البنى التحتية اصبح الآباء عاجزين عن تأمين حتى لقمة العيش ،التي اثقلت كاهلهم، لأبنائهم مما دفع معظم الابناء الطلبة للاعتماد على انفسهم في العمل لجانب دراستهم وبعد التخرج للسفر خارج البلاد لتأمين مستقبلهم وذلك لعدم توفر فرص العمل الجيدة أو بسبب الاجور الزهيدة إن وُجِد العمل.. وفي معظم الحالات نرى ان الابناء في حال عقوق لآبائهم بسبب استقلاليتهم المادية ناسيين تعب الأهل وسعيهم لتنشئتهم وعذاب الام في حملها وإرضاعها حولين وسهر الليالي فيقللون احترام الأهل وينفطعون عنهم او يرفعون اصواتهم في وجه الآباء غير آخذين بعين الاعتبار توصية الله بالآباء(ولا تقل لهما اوف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما)….وغير آبهين بمشاعر الوالدين وإحساسهم بالعجز امامهم .. .نكران الفضل جرح وابتعاد الأبناء جرح وتفكك الأسرة جرح فتجتمع الجروح لتصبح جرحاً عميقاً لايندمل بخسارة ابنائهم…ولكن السؤال هل الوضع الإقتصادي تسبب في هذه الحالة أم سوء التربية أم أن الانفتاح على الغرب والتطبيع ….
سؤال محير ربما نعرف إجابته ونغالط انفسنا …
نخفي آلامنا تحت ستار ان الزمان ليس زماننا..
بقلمي
وفاء بدر السعيد
سوريا
