6 أكتوبرآراء حرةالجيش والشرطةمانشيتات

|[ فن الحرب – 2]| الدروس المستفادة من حرب أكتوبر في ضوء الحرب الروسية – الأوكرانية …

عمرو عبدالرحمن – يكتب من : مصر القاهرة

تتزامن ذكري انتصارات 6 أكتوبر العظيم، مع اشتعال المواجهة العسكرية الدائرة بـ(الأرض الوسطي Middle Earth)، وبين الحدثين الكبيرين تاريخيا وعسكريا، نستخلص من الدروس المستفادة والأوجه المشتركة – ما يلي:-

انطلقت العملية العسكرية الروسية بهدف استرداد مواطنين وأراضي روسية فصلتها الثورة البلشفية الملونة التي حطمت امبراطورية روسيا، بأيدي صهاينة الخزر وأولهم؛ “ماركس”، ولم يكن فيهم ولا واحد روسي الأصل!

لا شك أن هدف العملية الأساسي هو رسم خط أحمر يحمي شعوب روسية خاضعة للديمقراطية الشاذة الأوكرانية، وهو نسخة موسكوفية من الخط الأحمر المصري، الذي رسمته القيادة وفقا لحدودنا “الأمن قومية”، اللازمة لحماية حدودنا الاستراتيجية، ومن أبرز نتائجه، عدم وقوع أية عمليات إرهابية من الجبهة الغربية، وحماية الأشقاء الليبيين من تغول الترك – (مغول كل العصور) – علي أراضي ليبيا العربية.

.

– وهو بالمناسبة أساس ما تسمي حدود مصر الأمن قومية التي تجاوزت حدودنا الاستراتيجية لتأمينها، في عهد [مصر الكبري].

البعد الصهيوني حاضر بقوة، عبر رئيس أوكرانيا الشاذ زيلينسكي، المدعوم سياسيا واقتصاديا وعسكريا وإعلاميا من “إسرائيل” والغرب (حلف ناتو)، تماما كما واجهت مصر؛ تحالف جيوش الغرب الصهيوني بالجيش الإسرائيلي، في معارك أكتوبر 73.

أهم نتيجة للعملية العسكرية الروسية هي إعادة الاعتبار للحروب التقليدية، بالمواجهة الشجاعة – وجهاً لوجه – ونجاحها يعتبر سقوط لاستراتيجيات [حروب الجيل الرابع والخامس]، باستخدام مرتزقة الداخل للطعن في الظهر؛ لاختراق وتدمير الدول ذاتيا، بأنظمة فاسدة مدعومة غربيا، أو بثورات ملونة، اعتبرها الغرب وسيلته (الشيطانية) لتحقيق النصر دون حرب، في تطبيق قصير النظر.. لنظرية المفكر العسكري الصيني (صُن تزو 孫子 Sun Tzu)، صاحب المرجع العسكري التاريخي؛ (فن الحرب 孫子兵法).

.

– وكذلك استخدام تكنولوجيا تخريب المناخ بأسلحة جيوفيزيائية “تكتونية” كـالـ(H A A R P) و(CHYMTRAIL)، ونشر الطاعون، لإرهاب الشعوب!

لولا قيام ثورة 30 يونيو المصرية، لما تحطمت تكسرت عجلات المؤامرة العبرية المعروفة باسم (الربيع العربي)، وما توازنت القوي بين الشرق والغرب، سواء في سوريا الممزقة، أو في القرم التي تفرغت موسكو لاستردادها من براثن حلف ناتو وثوراته الملونة!

[حروب الجيل الرابع والخامس] وضعها الغرب الصهيوني خصيصا للهروب إلي الأمام، لتجنب خوض الحروب المباشرة، وما يتبعها من تضحيات بشرية، وهي أهم نتائج حرب أكتوبر بالنسبة لجيش الصهاينة، الذي تجرع مرارة الهزيمة الساحقة ومقتل الآلاف..

.

أثبتت العملية الروسية أن الجيوش المقاتلة علي الأرض بالقوات البرية وسلاح الدبابات، يستحيل اعتبارها تاريخا مضي بلا رجعة، بل لازالت عنصرا حاضرا بقوة، لكن بإضافة عناصر أخري |داعمة|، منها الحرب السيبرانية، وطائرات الدرون كعنصر جديد بسلاح الطيران، والكثافة النيرانية فائقة الدقة (الصواريخ الموجهة)، والصواريخ الفضائية القاتلة للأقمار الصناعية العسكرية المعادية.

.

– (كان للأقمار الصناعية العسكرية دور في تغيير مسار المعارك بحرب أكتوبر قبيل وقف إطلاق النار!)..

هذه |العناصر الداعمة| عوضت الكثير من إخفاقات الجيش الروسي الذي واجهها – بعد بداية الحرب – لما طبق استراتيجيته الشهيرة (استراتيجية الحشود Massed Troops) و(الهجوم العميق)، أو ما تسمي: استراتيجية “وابور الزلط” – التي طورها الجنرال الروسي كورتوزوف – اعتمادا علي اقتحام شامل متزن، علي كافة الجبهات مع كثافة القوات البرية والمدرعة لتطويق العدو وتدميره بالكامل.

يذكر أن الاستراتيجية نفسها، طبقتها الجيوش المصرية في مراحل الستينات والسبعينات، وخاصة في معارك أكتوبر.

إذا كان سلاح الدفاع الجوي عنصرا أساسيا من عناصر المبادأة والمفاجأة التي حققت انتصار أكتوبر للجيوش المصرية علي جيش الصهاينة.

– فقد أثبت حضورا فاعلا في العملية الروسية، لتأمين الأرتال العسكرية، لكنه واجه تحديا خطيرا جديدا وهو “درونات” العدو.

من ناحية أخري؛ واجهت القوات الروسية مشاكل في الإمدادات – لدعم القوات المتقدمة في العمق، والتي تعرضت أحيانا للقصف القاطع لروابط الاتصال بين القوات علي امتدادها.

نفس المشكلة واجهتها قوات “زيلينسكي”، حيث كان للجسر الجوي والبري الذي أقامه الناتو لإنقاذ الكتائب النازية الأوكرانية بعد نفاذ أسلحتها، إلا أن الجسر اصبح حاليا أقل فعالية بكثير، نتيجة القصف الموجه بالقنابل الذكية والصواريخ الموجهة الروسية.

.

– وهو ما يذكرنا بالجسر الجوي الأمريكي والبريطاني والأوروبي المساند لقوات الصهاينة في معارك أكتوبر، ولولاه لكانت “تل أبيب” أثرا من الماضي.

اعتماد القيادة العسكرية الروسية علي استراتيجية التصنيع الذاتي للآلة العسكرية، وفر لها عمقا شاملا، وتأمينا لاستمرار القوات في ممارسة مهامها، لحين نجاح العملية مهما طال أمدها..

– وهي أيضا نفس الاستراتيجية التي اعتمدتها مصر، منذ الستينات، وتوقفت لفترة!، ثم توسعت بقوة غير مسبوقة، في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي. 

هكذا؛ نصل إلي رؤية مشتركة لنموذج حروب القرن 21، الجديرة بلقب: |الحروب الهجينة|، بمنظومة واسعة التنوع، تجمع بين الوسائل العسكرية والاستخباراتية والإلكترونية و(السيبرانية) والفضائية والإعلامية، والقتال في المناطق الرمادية، أي بين حالتي الحرب والسلم، وحرب المعلومات لضرب الجبهة الداخلية للعدو.

أخيرا؛ ثبت أن |معركة الوعي| لها دور خطير في تأمين الجبهة الداخلية، حتي لا ينفصل وعي الأمة – عن أذرعها المحاربة دفاعا عن الأمة!

والواقع للأسف؛ يؤكد انتصار الغرب الساحق بآلته الإعلامية الجبارة وأذرعها المهيمنة علي فضائيات الأرض.. كافة، وصناعة (وعي جمعي عالمي) مضاد لروسيا ومعركتها العادلة لاسترداد الهوية الروسية – السلافية التي تمثل غالبية أراضي روسيا الكبري؛ (روسيا + أوكرانيا) معا.

بالمقابل عجز الإعلام الروسي عن مواجهة حرب الإشاعات التي روجتها أبواق الغرب عن معلومات كاذبة ومذابح وهمية ارتكبتها القوات الروسية أو انتصارات زائفة حققتها كتائب المرتزقة النازية!

أما في مصر، فلا زالت معركة الوعي – لم تبدأ بعد علي أرض الواقع، ولا زال إعلام المعركة حتي في حالة السلم – غائب تماما عن الوعي الجمعي للمصريين خاصة بأجيالهم الجديدة..

التي يفترض أنها تستعد للفصل الثاني من معارك أكتوبر النصر قريبا بإذن الله.

– { وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ }

  • رابط الجزء الأول:

[ فن الحرب ] لأقدم خبير عسكري في التاريخ الحديث : ســـون تـــزو – 孫子

 

حفظ الله مصر وقائدها وأهلها ونصر جيوشها . آمين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى