فن وثقافة

سميا دكالي تكتب.. متى يأتي المساء

متى يأتي المساء

 

 

كم وقفت عند أيام عمري

وسألتها في أوقات غروبها

متى يأتي ذاك المساء؟

لأعانق طيفا سكن فؤادي

وأُحيك له من الياسمين طوقا

ومن نجوم  الليل نشعل ضياء

تحيا فيه قلوبنا بعد انطفاء

ما أجابتني وللشوق تركتني

تُراها هل الأيام حذفته من صفحتها؟

واتخذت لي مسكنا عند حضرة الانتظار

أقضي فيه الحنين باقي عمري

وكلّي خوف من مسائي أن يخذلني 

ويُخْلِفَ وعدا كان به عاهدني

بل بجيبه عن الأعين خبّأني

في كل صباح أرتشف قهوة أملي

أسافر فيه إلى دروب ذكرياتي

أقف عند درب بقي فيه مسائي

بكل تفاصيل وتراتيل لحظاته

أيا نسيان هب لي ذاكرتك

كيف لك أن تحذف كل المساءات؟

وتوقف أيامي عند بوابة زمنه

كم بِتَّ عنيدا وقد تخلّيت عن امرأة

عند منتصف الطريق تركتها

في ذاك الدرب تفتش عن طيفها

قرب البستان المحاذي لبيته

وهي على جسد الأمنيات تمشي

لعلّها تقتفي أثر مناها

لن أَكَلَّ من التّرقّب كل مساء

أعلم أنه يفتقدني وحتما سيأتي

ويَحْتَضِنَ الشمس عند غروبها

تُشْرِقُ صباحا  على دربنا

لِتَغْرُبَ منه مساء وقد أدفأتنا

 

كاتبة مغربية 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى