آراء حرة

دكتور وائل فؤاد نجيب يكتب.. يوليو وفرنسا

 

لكل شعب عاداته وتقاليده وأفكاره ومسلماته التي تبني أفكاره وتحرك شبابه وفتيانه وفتاياته وعادة ما تنشط الشعوب في اوقات معينة في السنة ويخبو نشاطها في أوقات آخرى.. وتختلف مبررارت النشاط عن مبررات الخمول بالطبع من منطقة إلى أخرى حول العالم وهو ما يمكن أحيانا قادة كل مجتمع من التنبوء بالأجواء والصراعات ولايمكننا أن ننكر لان هناك مقدمات تسبق انتخابات المحليات والتجديد النصفي لمجلس النواب بغرفتيه مهما تنوعت أسماء هذا المجلس بغرفتيه حول العالم تبعا أيضا لنظام الحكم هل هو رئاسي وهو الأقل انتشارا أو برلماني وهو النظام الأغلب أو رئاسي برلماني وهو أيضا منتشر في بعض الدول المتقدمة والمتوسطة العلم والثقافة والتقدم الديمقراطي حيث يجب أن يظل الرئيس له دورا هاما في إدارة الدولة وأن يكون متصدرا المشهد حسب ثقافة البلد. ومن الممكن جدا ايضا أن يتجاور بلدان أحدهما ، برلماني مثل انجلترا حيث رئيس الوزراء هو من يتصدر المشهد والملك يملك فقط ولكن لايحكم . يتجاور مع بلد أوربي آخر يلعب فيه الرئيس دورا واضحا أكثر من دور رئيس الوزراء مثل فرنسا . وبالطبع تختلف السياسات وأساليب المواجهة ولكن تحكمها دوما مقولة شهيرة هي حقوق الإسان وهي التهمة الجاهزة طول الوقت ضد أنظمة الدول النامية للسيطرة عليها وإخضاع قاداتها .حينما قامت الاضطرابات في انجلترا من حوالي عامين او اكثر قليلا قال رئيس وزراء انجلترا انه حين تقوم الاضطرابات ليس هناك مجالا للتحدث عن حقوق الانسان وتم فرض بعض القيود والإجراءات الصارمة مثلما التي فرضتها الولايات المتحدة علي مواطنيها منذ هجمات ١١ سبتمبر منذ حوالي ٢٢ سنة ولايزال يتم تجديد نفس قواعد قانون الطواريء في الولايات المتحدة منذ ذلك الحين دون توقف . أما في فرنسا فهي الدولة التي كتبت ميثاق حقوق الانسان بعد ثورة ١٤ يوليو ١٧٨٩ وبدات تنشر بنوده وتطالب بتحقيقها يمينا ويسارا وتشجع من يطبقه وتوجه انذارات شديدة اللهجة لمن يتقاعس . و في مايو من عام ١٩٦٨ قامت ثورة الشباب في فرنسا من أجل تحقيق مزيد من العدل الاجتماعي والغاء بعض الامتيازات الطبقية لبعض الفئات ووقف تكرار عصور وازمنة ما قبل ثورة ١٤ يوليو ١٧٨٩ بشكل معاصر ونجحت الحركة الشبابية في تغيير الأ ضاع ووصل الأمر ان ديجول عرض نفسه للاستفتاء من جانب الشعب واعلن أنه في حالة عدم تحقيقه نسبة ٦٨ % من الأصوات لن يستمر في الحكم وحقق تقريبا ٦٧ % وكان صادقا وترك الحكم. وبما أن فرنسا وانجلترا كانوا لأزمنة طويلة في صراع علي المستعمرات في الشرق وخاصة في افريقيا اجبرتهم الشعوب الافريقية علي الجلاء من بلدانهم . ولكن ظل هناك أصدقاء سواء فرنسيين أو أفارقة لفرنسا في الدول التي خرجت منها وظل هؤلاء الأصدقاء يؤكدوا الوجود الفرنسي ضد من يرفضونه من اصحاب هذة البلاد التي طالما طالبت بالحفاظ علي الهوية الوطنية وهذا من حقهم.

لكن ما حدث هو ان اولاد الزيجات الفرنسية مع أهالي كل بلد أفريقي توالدوا وحفظوا عن ظهر قلب ما لقنه لهم أهاليهم من قصص عن الاحتلال وضياع الحقوق وضرورة تصفية الحسابات وهو ما حمله هو الشباب والاحفاد إلى يومنا هذا ويسعوا إلى تحقيقه عبر مختلف تحركات الشباب اليوم في يوليو ٢٠٢٣ في فرنسا بلد الحريات وفيها يتنازع الجزائريون مع الفرنسيين من اجل البقاء ومن اجل الحقوق واسترداد المسلوب . وحقيقة فإن الرئيس الفرنسي ماكرون اليوم كان قد سبق ونادي بالحرية من التبعية من سيطرة أمريكا وحليفتها انجلترا علي بقية أوروبا وضرورة تشجيع التعامل باليورو فقط دون معادلته بالدولار وأن تضع أوروبا سياستها الخاصة بها وتدير شؤونها دونما تحكم أو سيطرة من الولايات المتحدة التي ترفض باحتلالها الثقافي وسيطرتها المالية والاقتصادية على أوروبا وأصبحت لا تبالي بإحتياجات فرنسا وأوروبا من الغاز الذي ارتفع سعره للغاية اايضا اصبح من الصعب الحصول عليه بالأسعار التي سبق التعاقد بها مع روسيا من قبل .وهنا فرنسا والمانيا تدفعان ثمنا باهظا لتبعيتهما للولايات المتحدة في حربها وصراعاتها مع الصين وروسيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى