آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..هل من نهاية لحرب الإبادة ضد غزة؟

العالم كله يتساءل حول ما إذا كانت هناك نهاية قريبة لحرب الإبادة الجماعية الشاملة التي تواصل اسرائيل شنها بضراوة بالغة على غزة، وترفض وقفها أو تهدئتها لأغراض انسانية ولا لغير ذلك من الدواعي والأسباب ،

 وفي رأيي أن نهاية هذه الحرب التي تكاد تكون هي الاسوأ والأكثر دموية ووحشية في تاريخ الحروب الدولية. ، لن تكون قريبة لأسباب كثيرة منها :أنه طالما ان استمرار او انهيار الائتلاف اليميني المتطرف الحاكم في اسرائيل يعتمد بالأساس على قرارات الثنائي الديني والعنصري المتطرف ايتمار بن غفير بتسلئيل سموتريتش ، ويصران كشرط لبقائهما في هذا الائتلاف وعدم انسحابهما منه.، علي استمرار الحرب على غزة في اعنف صورها وحشية واكثرها دموية.

 

  وطالما أنه ما يزال هناك محتجزين اسرائيليين في قبضة حماس،، ويرفض هذا الثنائي المتطرف شروط حماس لمبادلتهم والإفراج عنهم.، ولم يعد يبالي بالتضحية بهم إذا كان هذا هو الثمن الذي على إسرائيل أن تدفعه مقابل ابادة شعب غزة وتدمير مدينتهم فوق رءوسهم واخراج الناجين منهم منها الي الابد. لاحلالهم بالمستوطنين الاسرائيليين…وهو هدفهم الذي لا يتورعون عن المجاهرة به على مسمع من العالم كله…

 

    وطالما ان نتنياهو زعيم الائتلاف الحاكم يظل متشبثا بالسلطة ومتمسكا بمنصبه كرئيس للوزراء لأطول مدى ممكن.، ويرفض التخلي عنه او تسليمه لمن قد يكون اقدر منه على إدارة المرحلة الراهنة من تاريخ إسرائيل.وطالما أنه لا توجد ضغوط قوية من داخل المجتمع الاسرائيلي على حكومة نتنياهو لوقف هذه الحرب والتحول عنها والتحرك في مسار سلمي تفاوضي يعيد الحياة الطبيعية للاسرائيليين ويوفر عليهم كل ما يتكبدوه في حربهم على غزة من خسائر بشرية واقتصادية فادحة وتتزايد مع الوقت. وطالما ان الجيش الاسرائيلي ما زال قادرا علي مواصلة حربه على غزة باعتبارها الجبهة الوحيدة التي يقاتل فيها بخسائرها المحدودة نسبيا بالنسبة له.. مع بقاء الجبهتين اللبنانية والايرانية ساكنتين ولا تشكلان حتى الآن تحديا خطيرا له.. وكذلك مع خروج الجبهات العربية من حساباته في اي مواجهة محتملة معها بسبب غزة. وطالما أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أو المجتمع الدولي بكافة قواعده ومنظماته ومؤسساته يظل عاجزا عن وقف هذه الحرب بالضغط على اسرائيل لارغامها على وقفها، فإن حرب الابادة الجماعية في غزة سوف تتواصل وتستمر إلى مدى يصعب التكهن بنهايته… ومعنى ذلك هو أن غزة وحدها هي من تحمل علي عاتقها عبء هذه المواجهة العسكرية غير المتكافئة التي تخشاها كل الجيوش العربية مجتمعة… وهي المواجهة التي كلفتها الكثير وما زال ينتظرها ما هو أكثر منه مع استمرار الحرب عليها بكل هذه الضراوة والعنف…

دكتور/ محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى