آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..وحشية إسرائيل منقطعة النظير

ذكرني منظر وزير الدفاع الاسرائيلي الجنرال يوأف جالانت وهو يحلق امس في طائرة هليكوبتر عسكرية فوق قطاع غزة مرتديا رداء الحرب يتفقد قواته ويتابع سير العمليات في كافة انحاء القطاع وفق الخطط الموضوعة لها ويبدي اعجابه بما يراه ويشيد بهم ويبشرهم بقرب انتصارهم في حربهم على اعدائهم ، اقول ذكرني بمنظر القادة العسكريين الألمان في الحرب العالمية الثانية بغرورهم كما سمعنا وقرائنا عنهم وعن وغطرستهم ولسان حالهم ينطق بأنه لا توجد قوة في العالم تقدر علي نحديهم…وهذا هو ما يكاد ينطق به سلوك العسكريين الاسرائيليين.أيضا فهم مغرورون ومتغطرسون إلى أقصى حد…وكأنهم يقودون أقوى مؤسسة عسكرية في العالم وليس في اسرائيل..لكن الفرق بين جالانت ومجموعته من القادة العسكريين الاسرائيليين وبينهم هو أن القادة النازيين كانوا يحاربون جيوشا نظامية محترفة حرب الند للند ولم يكن المدنيون هدفهم أو على راس ضحاياهم ، اما العسكريون الاسرائيليون فانهم لا يحاربون جيشا فلسطينيا نظاميا وانما يقتلون بدم بارد وبشراسة ووحشية متناهية المدنيين الفلسطينيين العزل الا من ايمانهم بحقهم في الحرية والحياةوتقرير المصير. وكما كان النازيون القدامي يبيدون اليهود في غرف الغاز وفي المحارق والأفران لحل ما اسموه بالمشكلة اليهودية حلا ابديا لا تقوم لهم بعده قائمة ليريحوا المانيا من غدرهم وشرورهم ومؤامراتهم عليها وهي أساس كراهية النازيين ورفضهم لهم ، فإن الصهاينة أو النازيين الجدد من عينة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش يطبقون الحل نفسه على الفلسطينيين بابادتهم بصورة جماعية شاملة وبكل انواع الاسلحة المحظورة دوليا لحل ما يسمونه بالمشكلة الفلسطينية حلا أبديا حتي يمكن لاسرائيل اقامة دولتها التاريخية الكبري الموعودة لشعبها على اشلائهم….فالعقلية العنصرية هي نفسها والوسائل المستخدمة لا تختلف كثيرا عن بعضها.من حيث فظاعتها ولا انسانيتها..وتبقي النتائج في النهاية واحدة…وان اختلفت الأماكن والظروف.. وما أشبه الليلة بالبارحة ، وويل للعالم عندما يتحول الضحية الي جلاد وطاغية منزوعة منه انسانيته ولا تعرف الرحمة طريقها إلى قلبه..وهو ما تفعله اسرائيل مع الفلسطينيين الأن وبوحشية منقطعة النظير…..

دكتور/محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى