آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب.. من أجل مساعدة أبنائنا الصغار من الحاصلين على الثانوية العامة

من أجل مساعدة أبنائنا الصغار من الحاصلين على الثانوية العامة ، وهم من بذلوا جهودا خارقة للحصول علي اعلي الدرجات التي تؤهلهم لدخول ما يسمي بكليات القمة بجامعاتنا المصرية ، وانا اتكلم هنا عن قطاع العلوم الاجتماعية والانسانية وليس عن غيره من قطاعات التخصص لان هناك من هم اقدر مني في الحديث عنها ، ثم يصدمون بعد تخرجهم بابواب العمل وهي مسدودة في وجوههم ، وتظل اعداد العاطلين تتراكم بشكل مخيف كما هو الحال بالنسبة لخريجي كليات الاقتصاد والعلوم السياسية والاعلام والحقوق والتربية وربما ايضا كليات الحاسبات والمعلومات التي لحقت هي الاخري بغيرها.بعد ان اجتذبت اليها اعدادا هائلة من الطلاب ممن يتصورونها علي انها كليات المستقبل وانه يمكنها ان توفر لهم من فرص العمل ما لا تستطيعهَ غيرها من الكليات…وهو تصور غير صحيح مع وفرة المعروض من الخريجين وقلة الطلب عليهم.. .. . 

      اقول حرام ان نترك هؤلاء الشباب الصغار يختارون ما قد تبدو لهم تخصصات مبهرة وجذابة لكنها تظل بلا فرصة لها في سوق الاعمال وهذا واضح لنا جميعا منذ سنوات.. وليضيع بذلك كل ما انفقته اسرهم في تعليمهم وهو كثير وكثير جدا ، ولذلك، ولكي ناخذ بايديهم ونوفر عليهم هذه المعاناة مستقبلا ، كنت اتمني ان تكون هناك دراسة ميدانية احصائية دقيقة شاملة وموثقة يقوم بها احد اجهزة الدولة المصرية عن مؤشرات سوق العمل بالنسبة لخريجي كل تلك التخصصات خلال السنوات الخمس الاخيرة علي الاقل ، واين ذهب خريجوها وكيف توزعوا بين القطاعين الحكومي والاهلي ، وكم هي نسبة من تم استيعابهم منهم فيهما معا.. مع بيان احتياجات سوق العمل الفعلية بالارقام والتوقعات المحسوبة.. وما يمكن بالتالي ان يوجه الي الطلاب الجدد من نصائح وتوجيهات وارشادات قبل التحاقهم بكلياتهم حتي يحسنوا الاختيار بمساعدة اسرهم لهم… …هذا واجب وطني علي الدولة الا تتاخر عنه لان ترشيد اختيار الطلاب لتخصصاتهم وهم من يقترب عددهم من مليون طالب سنويا ، لا بد وان يؤثر ايجابا فيما بعد علي عملية التنمية البشرية الشاملة في بلدنا، وهو امر لا خلاف عليه.. لانه يعني حسن تخصيص الموارد البشرية بتوجيهها منذ البداية في الاتجاه المناسب.. اما ما يحدث الآن فانه يخرج عن هذا الاطار تماما.  اتمني ذلك ، وانا اقول هنا ما اقوله عن معرفة وثيقة ولسنوات طويلة باوضاع خريجي قسم الاقتصاد والعلوم السياسية والحقوق والتجارة وكليات الحاسبات والمعلومات ، ومنهم من حصلوا علي الدكتوراه والماجستير لتحسين فرصهم في العمل وما زالوا لا يجدون اعمالا بالمرة وحالات بعضهم تنطق بالاحباط الشديد.. وما ينطبق عليهم ينطبق علي كثيرين جدا غيرهم في تخصصات عديدة اخري.. وضيق سوق العمل عن استيعاب هؤلاء لا ينبغي ان ينظر اليه كمشكلة فردية تخص اصحابها وحدهم ، وانما كمشكلة قومية مهمة يجب الا تترك بدون حل… وعندما نطلع ابناءنا وهم بصدد الالتحاق بجامعاتهم علي الحقيقة ونعطيهم فرصة للتدقيق في الاختيار ، فاننا نوفر عليهم وعلي ذويهم وعلي بلدنا مشكلات لسنا في حاجة اليها.. .. اقول اتمنى ذلك من قلبي ولعل دعوتي تجد آذانا صاغية لها…واسأل الله التوفيق والنجاح الدائم لابنائنا فى كل مكان يارب

دكتور محمد علي الطوبجي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى