آراء حرة

دكتور محمد علي الطوبجي يكتب..انتكاسات الرئيس الأوكراني وخسائره العسكرية،

انتكاسات الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وخسائره العسكرية الفادحة في حربه ضد روسيا في هذه الحرب المأساوية ، وإقالاته المتلاحقة لكبار قادته العسكريين بمن فيهم وزير الدفاع نفسه وكان آخرها اقالته لعدد من أقرب معاونيه ومستشاريه،. والتي لا تفسير لها الا محاولته الصاق المسئولية عن هزائمه العسكرية في الميدان بهم، وتبرئة نفسه من الأخطاء الفادحة التي أدار بها حربه بسبب تهوره واندفاعه وسوء اختياره لقراراته التي يتحرك بها داخليا وخارجيا، والتي بدا بها أمام العالم وكأنه وحده صاحب القرار الأول والأخير في أوكرانيا، وأن هذه الحرب هي حربه أكثر مما هي حرب أوكرانيا كدولة مؤسسات..   وفات الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن أمريكا وحلفاءها الأوروبيين في الناتو استخدموه كحصان طروادة الذي جاءوا عن طريقه ليحاربوا روسيا ويستنزفوها بتوريطها في حرب بطيئة ومكلفة ووفرت لهم الذرائع والمبررات لخنقها بالعقوبات الدولية الصارمة وأن تازيم الأوضاع الاقتصادية في روسيا كانت الطريق نحو الإطاحة بنظام الحكم فيها.. وكانت الحرب في اوكرانيا هي مفتاح الحل لازمتهم المتصاعدة مع هذا النظام.. وكانوا هم من أشعلوها وصعدوها وأطالو أمدها وسدوا كل منافذ الحل في وجهها حتى تحقق هدفها..  كانت هذه هي حساباتهم في الناتو لحربهم بالوكالة في اوكرانيا،أما زيلينسكي فقد تصور أن هذه الحرب سوف تفتح الطريق امام اوكرانيا لدخول الناتو والاتحاد الاوروبي، وهو ما لم يحدث في ظل مراواغاتهم ومماطلاتهم المستمرة له بانتحال شتي الاعذار والمبررات لاغلاق الطريق في وجهه.. والآن ماذا كان حصاد حربه ضد روسيا بعد سنتين كاملتين؟. لقد خسرت اوكرانيا اجزاء واسعة من اراضيها فقدتها وضاعت منها إلى الأبد. ، كما فقدت مئات الآلاف من زهرة شبابها وما تزال. ، ولحق باقتصادها دمار هائل وهو الذي كان واحدا من اكثر الاقتصادات الاوروبية نموا واوفرها انتاجا وتصديرا إلى العالم الخارجي، وتراجعت حياتها في كل المجالات بما لا يمكن للعين ان تخطئه.. وهو ما يعنيأن اوكرانيا دخلت في ظل رئاسته لها في نفق مظلم يصعب عليها الخروج منه..   واحساسي الذي يراودني هو ان جيشه سوف ينقلب عليه ويطيح به، وسوف يحاكمه علي ما فعله باوكرانيا علي ما ارتكبه من اخطاء بحقها ودفعت ثمنه من ارواح شبابها وخراب اقتصادها ودمار مدنها وضياع اراضيها.. أريد ان اقول، والعلم عند الله، ان نهايته قد اقتربت، وأنه لم يعد بعيدا عنها، فعزلته داخليا ودوليا آخذة في التزايد، ولم يعد صاحب قضية تستحق التعاطف معها كما كان الحال معه في بداية الحرب.. واخيرا ، فانه اذا كانت روسيا كدولة كبري تستطيع ان تستوعب خسائرها عن حربها في اوكرانيا وتتجاوزها، فان اوكرانيا لا ولن تستطيع، وقد تنقضي سنوات طويلة قبل أن تعود مرة أخرى إلى بعض ما كانت فيه… والرهان علي ريلينسكي هو كالرهان على جواد خاسر..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى