آراء حرةسمير المصري

دكتور سمير المصري يكتب.. أيظن

أيظن

 

 

سوء الظن يزرع في النفس الريبة والشك ، يسرق الراحة من نفس صاحبه ، إذ إن الشخص الذي يُسيء الظن ينعدم شعور الراحة لديه ، ويشعر أنَّ الجميع يُخطّطون للإيقاع به.

 لهذا يجب على الإنسان أن يتبيّن جيدًا قبل أن يُسيء الظن بالآخرين سواء من موقف أو من كلمة ، فسوء الظن ينطلق مثل النار في الهشيم .

يقول شخص …. 

 كنت أعمل في أحد المنازل التي يمتلكها رجل ميسور الحال ، إلا أن هذا الرجل كان يبدوا عليه التغطرس وعدم الاهتمام بمن حوله حتى وإن داسهم بأقدامه أو بعجلات سيارته . 

فقد كنت عندما يخرج بسيارته القي عليه التحية ولكنه كان دائمًا ما لا يعيرني أي اهتمام لا بالرد ولا حتى بالنظر إلىّ.

كانت الاحوال الاقتصادية ليست جيدة فلم يكن الراتب يكفي لسد نفقات أسرتي لذا فكنت ابحث في النفايات عن بقايا الأكل لعلها تعين وتساعد ، 

وكان في هذا الوقت يمر صاحب العمل إلا أنه كالعادة لم يلتفت ، أو يبدي أي ردة فعل ، وأنا استكملت ما اقوم بها كالعادة.

خرجت في اليوم التالي لأبحث بين القمامة عن بواقي الطعام كالعادة ، إلا أنني وجدت كيس نظيف يحتوي على طعام كامل لم يمسه أحد فاخذته . 

واستمر الحال بهذا الشكل عندما اخرج اجد كيس الطعام المعد حتى أنه تغير الحال من كيس طعام إلى أكياس بها اغراض للمنزل . 

وظل الحال على هذا المنوال فترة من الزمن .

في صباح يوم استيقظنا على خبر سئ حيث مات صاحب العمل ، ولكن ترافق مع هذه الوفاة انقطاع أكياس المؤن التي كنت أجدها في المكان المعتاد ، وعاد سوء الحال مرة أخرى فلم اتحمل وقررت أن اطلب من السيدة أن تزيد راتبي وبالفعل توجهت اليها وسألتها عن زيادة الراتب فاستغربت السيدة وسألتني …. 

   فين مرتبك …مش كان بيكفيك قبل كدة ؟.

قررت بيني وبين نفسي احكي حكايتي للست ، كل حاجة كانت بتحصل لي ، واللي كنت أجده من أكياس الاكل وكل المستلزمات اللي كنت اجدها يوميا . 

فسألت السيدة سؤال غريب من امتى توقفت الاكياس ؟ فأجبت بسرعة منذ موت السيد صاحب العمل …. 

 وهنا تبادرت إلى ذهني الفكرة … هل يمكن أن يكون هو من كان يضع الاكياس ؟ 

 ولكن لا، لا يمكن فهو لا يعير أحدًا اهتمامًا حتى ولو في ابسط الامور وهى رد السلام ، ولكن السيدة تصببت دموعها بعد سماع ما اخبرتها بها وطلبت مني أعود إلى منزلي وهى ستتصرف . 

 وبالفعل عادت الأكياس مرة أخرى ولكن تلك المرة كان ابن السيدة هو من يحضرها إلى المنزل بنفسه ، وعندما كان يحضرها شكرته ولكن لا رد هل هو مثل أبيه فتأففت قليلًا واعدت شكره ولكن هذه المرة كانت بصوت مرتفع فانتبه إلي وأعتزر ، حيث قال بأنه ضعيف السمع كوالده، وهنا نزلت على تلك الصاعقة فالرجل لم يكن يتجاهل الناس بل كان ضعيف السمع … 

                  حقًا إن بعض الظن اثم … 

 

      الخلاصة 

 

أسوأ ما يبتلى به العبد هو سوء الظن ، فمابالكم بسوء الظن بالله ، وللأسف هناك الكثير مما يحزن حزن شديد من وقوع البلاء عليه أو المشكلات حين تتراكم لديه، او من أمر كان ينتظره ولم يأتي ،

 

سوء الظن من الرذائل الأخلاقية الشنيعة التي تُسبب إثارة النعرات والفتن بين الناس، فهو مثل النار التي تأكل قلب الإنسان من الداخل فيتخلخل استقراره، وتتمزق علاقته مع مجتمعه، فسوء الظن يهدم استقرار العائلات ويجعل الثقة معدومة بين الناس، وهذا بدوره يجرّ تبعاتٍ سلبية كثيرة، فيصبح التعاون بين الناس ضربًا من الخيال، وينعدم التفاعل بين أفراد المجتمع، ويحدث شرخ كبير في المفاهيم الإنسانية.

 

سيء الظن شخصٌ يعيش في بوتقة مغلقة، وهو في العادة كائن انعزالي يُعاني غربة نفسية مريرة عن نفسه وعن الآخرين، لأنه دومًا يتوقع أن الآخرين يُضمرون له الشر ويتآمرون عليه، فيظلّ في حالة قلق وتأهبٍ للردّ على أي هجومٍ متوقع، وكأنه يجلس فوق جمر، وهذا يُشعره بالتعب ويُسبب له القلق والتشتت وعدم التركيز، ولهذا أكّد الإسلام على ضرورة اجتناب سوء الظن، والابتعاد عن جميع الأسباب التي تؤدي إليه،

 وقد قال تعالى في محكم التنزيل:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ ).

 

  غدا. قصة جديدة عن سوء الظن ،

               كيف نتخلص من سوء الظن ؟

    غدآ صباح مصري جديد بمشيئة آلله تعالى وحفظه، ،،،،

 

                                          

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى