آراء حرة

دكتور أماني فؤاد تكتب..٦ أكتوبر ذكرى النصر العظيم

 

 

شاهدت أمس فيلم “جولدا”، الفيلم الذي تدور أحداثه حول السيدة: “جولدامائير” التي كانت رئيسة وزراء إسرائيل منذ خمسين عاما، وقت اندلاع حرب أكتوبر ووقائعها.. ودون أدنى مبالغة شعرت بالفخر بتاريخ بلدي، وقادة مصر وجنودها العظماء، الذين أصروا على حرب الكرامة، واسترداد الأرض، وبذل أغلى ما يملكون، دماءهم الذكية وأعمارهم ..وبالرغم من فقر إنتاج الفيلم، واعتماده على الرمز كثيرا، و المشاهد الوثائقية في أسلوب إخراجه، إلا أنه يفصح عن دلالات مهمة – فيما رأيت – وذلك باعتراف الطرف الأخر الإسرائيلي، فالفيلم يعد شهادة من العدو ذاته.. 

– أولا حرب أكتوبر ١٩٧٣ هي الحرب الوحيدة التي انتصر فيها العرب على إسرائيل نصرا حقيقيا وموثقا ..

– ثانيا لم يكن السادات كما أدعى الكثيرون يخرج مسرحية للعالم مع الكيان الصهيوني، ولم يكن عميلا لأمريكا وإسرائيل، بل كان البطل الحقيقي الذي اتخذ قرار الحرب، وخطط لها بدهاء، كما لم يسبق لقائد آخر من قبل ..

– أضطر السادات للدخول في المفاوضات ووقف إطلاق النار لحماية الجيش الثالث والعمق المصري، ولأنه أصبح يحارب ليس اليهود فقط بل أمريكا ذاتها، أكبر قوة عسكرية في العالم ..

– الأهم أن السادات كان واقعيا، لم يكن حالما أو ظاهرة صوتيه حنجورية، دون فعل واع واقعي ..اتسم بالدهاء والحنكة في تخطيطه للحرب، قبلها، وأثناءها، ثم في اختياره للسلام بعدها ..

– أجمل مافي هذا الفيلم أنني رأيت ولمست نصر مصر وهزيمة العدو في أعينهم، في خلجات وجوههم، في حركات أجسادهم وهم يحاولون التماسك، في الالتفاف على النصر المصري على أصعده متعددة.

 ورغم محاولات صناع الفيلم أن يبرزوا أن الحرب كانت جولات من النصر والهزيمة للطرفين، إلا أن هزيمة إسرائيل اتضحت في كل مفردة وعلامة، صغرت أو كبرت في الفيلم، ووقائعه، وحوار شخوصه وكل فنياته .

كل أكتوبر ومصر والعرب في رفعة وكرامة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى