سمير المصري

دكتورسميرالمصري يكتب..دفاع شرعي عن النفس

 

نادراً ما يمكن أن يأتى أي خيرٍ من ردود فعلنا تجاه شخصٍ يتحدّثُ أو يتصرّف بطريقةٍ سلبية. إذ لن يؤدي هذا إلا إلى إثارة غضبه وقيامه برد فعلٍ سلبيٍّ إضافي. فإن نحن تسرعنا في ردنا فسوف نُسخر طاقاتنا في الدفاع عن أنفسنا، وسنشعر من الناحية النفسية بأننا مضطرون للدفاع عن أنفسنا من الآن فصاعداً.

هل لاحظت قبلاً أنَّه كلما ازداد غضب أفكارنا حدَّةً، كلما أصبحنا نحن أكثر غضباً؟ إنَّها دوامةٌ لا تنتهي من السَّلبية.أينما ركزت الانتباه تتدفق طاقتك وتظهر النتائج ، .إن كل ما تركز عليه يتجه ويميل إلى توسيع نفسه. و لأنَّنا لا نستطيع التَّركيز إلا على شيء واحد في وقت واحد فإن الطاقة التي يتم خسارتها وصرفها على السَّلبية هي ذات الطاقة التي كان من الممكن صرفها على رفاهيتنا الشَّخصية في حياتنا ،الأولوية لسلامة الحياة الهادئة السليمة البعيدة من القلق والتوتر .

عندما وبمجرد ما إن تدخِلُ السَّلبية على منطقة واحدة من حياتك ، سوف تتأثر حتى تمتد إلى مناطق أخرى أيضاً . انها سرطان سريع الانتشار لاينفع شئ في إيقافه ، وعندما نكون في حالة سلبية أو تكِنّ الكره والضغينة تجاه أحدهم ، فانك لا تشعر بأنَّك على مايرام ؛ فنحن نحمل تلك الطاقة السلبية معنا أينما توجهنا في يومنا هذا. وعندما لا نكون على ما يرام فإنَّنا نفقد تركيزنا وقد نتفاعل دون وعي منَّا في مجالات أخرى من حياتنا.

لأنَّك لك الحق في التَّعبير عن نفسك يحق لك الإدلاءَ برايك كما يحق لكل الناس أيضاً ، لذا اسمح لهم بالتَّعبير عن مشاعرهم والتنفيس عنها ، فقط تذكر أنَّ كل شيء نسبي، ومجرد وجهة نظر لا أكثر. إذ ما قد نعتبره إيجابياً، يمكن أن ينظر إليه الآخر على أنَّه أمرا سلبي. وهنا فإننا عندما نتصدَّى لآرائهم، يتحول الأمر إلى صراعٍ من أجل إثبات من هو على حق.

قد لا يحسِن بعضنا التعبير عن أنفسهم ، بل وقد يعبّرون عن أنفسهم بطريقةٍ مهينة ، لكن لا يزال يحق لهم القيام بهذا فهم لديهم الحق في التَّعبير عن آرائهم، ونحن لدينا الحق في اختيار كيف نردُّ على ذلك حيث يمكن لنا أن نختار ما بين السلام أو النزاع.

عندما نكون غاضبين،قد ينتهي بنا الأمر إلى اتِّخاذ مواقف دفاعية، ومن النادر أن ينتج عن ذلك الموقف أشياء جيدة

فالقصد هنا هو أنَّنا بشر ، ولدينا مشاعر وكبرياء لكننا وعبر السَّيطرة على غرورنا ، وإعمالِ ذكائنا العاطفي، لن نتمكن من ان نخدم صحتنا وسلامنا الدَّاخلي ، لكنَّنا سنحد أيضاً من المواقف التي تتحول إلى مواقف سيئة دون داعٍي .

الخلاصة 

تسامح مع الآخرين ، كيف كان سَيتصرف شخصٌ حكيمٌ إن وجد نفسه في مثل ذلك الموقف؟

هل كان ليغفرَ للآخر زلَّته على الأرجح ، تذكر أنَّنا في داخلنا وصميمنا أناس جيدون ، قد يكون حكمنا في بعض الأمور مشوشاً وقد نقول أشياءَ مضرة. ، لذا فقط اسأل نفسك ما الذي يمكن أن أفهمه من ذلك الشَّخص وأسامحه عليه ؟

من فضلك تمهل قبل أن تصدر اي أحكام ،،،،،، 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى