آراء حرة

الدكتور محمد علي الطوبجي يكتب..لقاء وزيرا السعودية وإيران لتعزيز علاقاتهما الثنائية

يلتقي اليوم في الرياض وزيرا خارجية السعودية وايران للتباحث حول سبل تعزيز علاقاتهما الثنائية وكذلك حول عدد من الملفات الاقليمية التي يمكن ان يكون لتقاربهما تاثير ايجابي مباشر فيها، وابرزها بالطبع الملفات اليمنية والسورية واللبنانية ، الخ، وهي خطوة مهمة في ظل التحسن المستمر لاجواء العلاقات المتبادلة بين هاتين القوتين الاقليميتين الكبيرتين…  يقول المحللون السياسيون والاستراتيجيون السعوديون ممن تستضيفهم وسائل الاعلام العربي والدولي طول الوقت ، ان السياسة الخارجية التي ينتهجها الامير محمد بن سلمان ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء السعودي ، في التعامل مع مشكلات الشرق الاوسط بشكل خاص ، تحاول الاحتذاء بما حدث في اوروبا بعد الحرب العالمية الثانية ، بتركيز اهتمامها علي علاقات التعاون الاقليمي المشترك كاولوية وكهدف استراتيجي مهم ، بدلا من استنزاف الموارد والطاقات في صراعات لا تنتهي ، ويخسر فيها الجميع .  ومن هذا المنطلق الاستراتيجي الجديد ، تسعي السياسة الخارجية السعودية ، كما يقولون ، الي التوسع علي قدر الامكان في سياسة بناء ومد الجسور في كل اتجاه ، وتصفير المشاكل ، ،ومن ذلك انها بدات تتعامل مع اسرائيل ليس من منظور انها عدو دائم، كما كانت النظرة اليها في الماضي ،وانما كصديق وجار طيب محتمل ، وانها يمكن ان تكون عنصرا ايجابيا وفعالا ضمن منظومة مختلفة من العلاقات الاقليمية في شرق اوسط جديد .       وهم يقولون في شرحهم لهذه الرؤية السعودية الدولية الجديدة ، ان للسعودية حاليا منظور استراتيجي وسياسي اقليمي ودولي اوسع مدي واكثر واقعية وانفتاحا علي معطيات الواقع الدولي الراهن وتحدياته ، مما كان عليه في مرحلة ما قبل محمد بن سلمان.. وانه بالمقارنة فسوف يتضح ان السعودية تتغير بعمق كبير في الداخل والخارج وبوتيرة متسارعة وغير مسبوقة وذلك من منطلق اقتناعها بان تعزيزها لدورها ومكانتها ولامنها ومصالحها ، بات يتطلب منها ان تكون فاعلا دوليا نشيطا ومتحركا ومؤثرا علي كل الساحات، وليس في عزلتها وتقوقعها وانكفائها علي ذاتها واكتفائها بوضعها ودورها كدولة اسلامية كبيرة… وان تفوقها الاقتصادي والمالي واستقرارها السياسي والامني هي اهم دعائم سياستها الخارجية اقليميا ودوليا… وهذا هو ما يعملون في الرياض جاهدين عليه بالتحرك في هذين المسارين المتوازيين معا وفي نفس الوقت.. والخلاصة هي ان محمد بن سلمان قد القي من موقعه القيادي المهم في المملكة باحجار كثيرة وثقيلة في مياه عربية واقليمية راكدة.. وهو بهذه الوثبات المتلاحقة في سياساته الخارجية ، وبنجاحه في تحويل السعودية الي احدي اهم العواصم الدبلوماسية في العالم باستضافتها لهذا العدد القياسي من القمم العربية والاقليمية والدولية ، يحاول ان يسابق الزمن ويحرق المسافات في عالم تحكمه علاقات القوة والمصالح المتبادلة بالاساس.. وهي العلاقات التي تملك السعودية الكثير من ادواتها واوراقها..والاكثر انها اصبحت تعرف كيف تستخدمها وتجيد توظيفها…..

د/محمد على الطوبجى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى