اقتصاد

الدكتور خالد حنفي : التعاون المصري اليوناني في الملف الصحي والدوائي يدخل حقبة جديدة …

رسالة أثينا – اليونان – وفاء أبو طالب

تحت رعاية اتحاد الغرف العربية، نظمت الغرفة العربية اليونانية “مؤتمر الصحة العربي-اليوناني الأول” يومي 22 و23 مايو 2024 في أثينا، اليونان.

استكشفت جلسات المؤتمر ومداولاته التحديات والفرص المتاحة للجانبين لتعزيز تعاونهما في صناعة الأدوية والأبحاث ذات الصلة ومشتريات المستشفيات والتركيز على تبادل الخبرات ونقل المعرفة وكذلك عرض قصص النجاح بشأن الأبحاث العلمية العربية واليونانية المتميزة في بعض هذه الأنشطة التجارية.

 

وفي كلمته اكد امين عام اتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي، خلال فعاليات مؤتمر الصحة العربي اليوناني الأول، الذي عقد في أثينا – اليونان خلال الفترة 22 – 23 مايو، بحضور رسمي حاشد من الجانبين العربي واليوناني، يتقدمهم ضيف الشرف وزير الصحة في جمهور اليونان اذونيس جيورجياذيس، بالاضافة الى مستثمرين عرب ويونانيين في مجال الرعاية الصحية، ان قيمة الصادرات اليونانية من المنتجات الطبية إلى الدول العربية بلغت في عام 2022 ما يقارب 200 مليون يورو، في حين ارتفعت قيمة الصادرات العربية من المنتجات الطبية إلى اليونان في عام 2022 بنسبة 15٪ عن عام 2021.

 

واوضح الامين العام انه استثمرت شركات يونانية في مشاريع للرعاية الصحية في بعض الدول العربية، مثل مصر والمملكة العربية السعودية.

 

في حين قامت بعض الدول العربية بضخ استثمارات في قطاع الرعاية الصحية اليوناني، خاصة في مجال السياحة العلاجية.

 

الى جانب ذلك تم توقيع العديد من الاتفاقيات بين الجامعات العربية واليونانية لتبادل الطلاب والأساتذة وبرامج البحث العلمي. كما وتقام بانتظام مؤتمرات وورش عمل مشتركة حول مواضيع ذات صلة بالصحة العامة.

 

ونوه الى انه قدمت اليونان مساعدات إنسانية للدول العربية في حالات الطوارئ، مثل الكوارث الطبيعية والحروب. وشملت هذه المساعدات أدوية ومعدات طبية وفرق طبية متخصصة.

 

وقال انه امام هذا الواقع فان هذا المؤتمر يمثل علامة فارقة ومهمة في تعزيز العلاقات الوثيقة بين العالم العربي واليونان في قطاع حيوي ألا وهو: الرعاية الصحية. وفي هذا المجال أظهرت غرفة التجارة العربية اليونانية باستمرار أن منطقتنا تتمتع بتاريخ ثري من التعاون، لا سيما في مجال السعي نحو التقدم العلمي. وعلى مدى قرون، كان العالم العربي واليونان روادا في مجال الطب والصيدلة، حيث أسهموا بشكل كبير في تطوير الصحة العالمية وقدموا مساهمات لا تقدر بثمن في الطب والصناعات الدوائية، والتي شكلت ملامح هذين المجالين حتى يومنا هذا.

 

واعتبر أنه اليوم، ونحن نواجه تحديات غير مسبوقة، بما في ذلك تداعيات الأوبئة والتوترات العالمية المستمرة والتي أثرت على اقتصاداتنا وأنظمتنا الصحية، أصبح من الأهمية بمكان أن نجدد التزامنا بالتعاون والنمو المشترك. وهذا يمثل فرصة فريدة للعالم العربي واليونان لأننا نمتلك الموارد اللازمة: العقول الماهرة، الموارد الطبيعية، والقرب الجغرافي الاستراتيجي. فمن خلال توحيد الجهود، يمكننا الارتقاء بتعاوننا في جميع جوانب الرعاية الصحية، بد ًءا من تطوير الأدوية والأبحاث المتطورة إلى تحديث المستشفيات وتبادل المعرفة، ويمثل هذا المؤتمر منصة مثالية لاستكشاف هذه الإمكانيات، ومناقشة سبل تعزيز تعاوننا في صناعة الأدوية، وتعزيز شراكات البحث، وضمان ممارسات فعالة في المشتريات بالمستشفيات. بالاضافة الى بتبادل الخبرات ونقل المعرفة والاحتفال بالقصص الناجحة التي تمهد الطريق لمستقبل أكثر إشراقا في مجال الرعاية الصحية العربية اليونانية.

 

وشدد الدكتور خالد حنفي على أن اتحاد الغرف التجارية العربية يؤمن إيمانا راسخا بالإمكانات الهائلة لهذه الشراكة ونحن على ثقة بأن المناقشات التي ستجري خلال هذا المؤتمر ستكون مفيدة وبناءة على حد سواء. وأشجع الجميع على المشاركة الفعالة، ومشاركة خبراتهم، وبناء علاقات جديدة لكي نجعل هذه بداية حقبة جديدة من التعاون في قطاع الرعاية الصحية، حقبة تبني على تاريخنا المشترك وتفتح الطريق لمستقبل صحي أفضل لكل من العالم العربي واليونان.

 

جدير بالذكر أن انعقاد هذا الحدث يأتي في الوقت الذي يتعافى فيه العالم من تداعيات وأثار جائحة كوفيد، إلى جانب التوتر العالمي الحالي الذي أثّر سلبًا على الغذاء والطاقة والمواد الخام وتكاليف النقل، مما زاد الضغط على التجارة العالمية.

 

وعلى الرغم من كل ذلك، فقد سجلت مبيعات الأدوية في جميع أنحاء العالم زيادة ثابتة بلغت حوالي 6% سنويًا على مدار العشرين عامًا الماضية. ويبلغ إجمالي هذه المبيعات 1.3 تريليون دولار أمريكي سنويًا ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 3 تريليون بحلول عام 2030. إلى ذلك فقد تمكنت اليونان من تحقيق خطوة إيجابية كبيرة في مجال البحث وفي صناعة الأدوية وزيادة حصتها من الصادرات إلى العديد من الأسواق العالمية. وفي الوقت نفسه، تمكنت بعض الدول العربية من تطوير صناعاتها الدوائية وتحديث مستشفياتها وفق أحدث التقنيات.

 

وقدمت اليونان والعالم العربي منذ مئات السنين مساهمات علمية كبيرة في الطب والمستحضرات الصيدلانية والتي أثرت على تطور هذه القطاعات حتى الآن. كما يمتلك الطرفان كافة الإمكانات البشرية والطبيعية، إلى جانب قربهما الجغرافي، مما يمكنهما من تضافر الجهود لرفع وتعزيز تعاونهما في كافة المجالات الصحية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى