آراء حرة

الباحثة يوكسل ترزى باشى تكتب.. أول معلمة في الاسلام..الشفاء بنت عبدالله

 

 

الباحثة يوكسل ترزى باشى 

رئيسة مؤسسة خاتون الثقافية 

العراق /محافظة كركوك 

 

الشفاء بنت عبدالله رضي الله عنها هي أول معلمة في الاسلام , فهي بنت عبدالله بن عبد شمس بن خلف بن شداد العدوية , امها فاطمة بنت وهب وهي بنت اخت فاطمة بنت عمر المخزومية جدة النبي محمد صل الله عليه وسلم لابيه , اسمها ليلى وكنيتها ام سليمان زوجة أبي خثمة بن حذيفة بن عامر القرشي العدوي , وسميت بالشفاء بسبب شفاء البعض على يديها وانها اعتنقت الاسلام في وقت مبكر أي قبل الهجرة وبايعت النبي صل الله عليه وسلم وقيل انها كانت من عقلاء النساء وفضلائهن , فصبرت مع المسلمين الاوائل وتحملت أذى قريش ثم هاجرت الى يثرب مع المهاجرين وهي من المهاجرات الاول .هذا وقد نالت الشفاء عنها الكثير من رعاية الرسول صل الله عليه وسلم وخصص لها دارا” في المدينة المنورة عند الحكاكين فنزلها فيها مع ابنها سليمان.كانت الشفاء من القلائل الذين عرفوا القرأة والكتابة وكانت تمتاز بعقل راجح وعلم نافع وتجيد الرقية في الجاهلية فهي أول معلمة في الاسلام ولما أسلمت أخذت بتعليم نساء المسلمين القرأة والكتابة مبتغية بذلك الاجر والثواب , فكانت دارها أول مدرسة بالمدينة المنورة فحق لها أن تكون أول معلمة في الاسلام .كانت الشفاء بن عبدالله ترقي في الجاهلية , وانها لما هاجرت الى الرسول صل الله عليه وسلم فقدمت عليه , فقالت ( يارسول الله ، اني كنت ارقي برقي الجاهلية , وقد أردت أن أعرضها عليك , قال : اعرضيها علي , فعرضتها عليه , فكانت منها النملة ( النملة نوع من التقرحات تصيب الجلد ) فقال : ( ارقي بها وعلميها حفصة : باسم الله اللهم اكشف البأس رب الناس ) , قال : (ترقي به على عود كركم وتطليه على النملة ) فأستمرت الشفاء ترقي بها المرضى من المسلمين والمسلمات وعلمتها لام المؤمنين حفصة . وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجلها ويقدرها ويثق برأيها ويقدم كلامها على غيرها حتى قيل انه ولاها من أمر السوق شيئا من مهام الحسبة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يخص النساء ومراقبة تعليم الصبيان على اعتبار أن تلك المهام من أعمال المحتسب في الاسلام .

توفيت الشفاء بن عبدالله صاحبة الرقية ومعلمة الكتابة والقرأة والطبيبة في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة عشرين بعد هجرة النبي صل الله عليه وسلم فجزاها الله عن المسلمين والمسلمات خير الجزاء لما خدمت به الامة الاسلامية وداوت مرضاها وعلمت نسائها…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى