آراء حرة

الأديب المصري /مدحت ثروت يكتب......أطفال في غزة

لو تحدثت بلسان عربي أقول أتركوا كراسيكم أيها الحكام مالم تكونوا مكترثين أو اتحدوا واوقفوا هذه المهزلة، ولو تحدثت بلسان قبطي او اسلامي فالأماكن القبطية والإسلامية تتوجع وتشكو طغيان المحتل، ولو تحدثت بلسان مصري فالكرامة والشرف والبسالة المصرية تأبى أن ترى عدو غاشم – سبق أن سوق لنفسه أنه القوة التي لا تقهر، فقهرت يحتل الأرض المقدسة ويبطش بأهلها، أما أنا فأفضل التحدث بلسان إنسان… إنسان يفكر في أمر آخر غير الحرب وغير الاحتلال!
هو الأطفال، ماذا تنتظروا يا بني آدم من جيل بل أجيال بأكملها تتمخض أماتها في جحور مراقبة بكاميرات المحتل وتمتزج أصوات صرخات المخاض والولادة مع أصوات القصف، ثم تلد أطفالا مخنوقة صدورها من دخان الدمار ورائحة الدم، لا يكاد صوتها تسمعه أمها من هول أصوات الصواريخ والأشلاء التي تتناثر في كل صوب، وقبل ان يفتح الوليد عينيه تتركه امه او ابوه يقاسي سنوات البطش العجاف التي لا يعلم مداها إلا الله، وقبل ان يحبو يتعلم أن حجارة تلك الأرض هي سلاح المقاومة أمام الكيانات العظمى، فيشب ويلتقط إحداها من أرض رفضت أن تشرب دم أبيه أو أمه او أي من ذوي قرابته دون أن يعرف…
متى بدأت هذه الحرب الضروس؟ متى ستنتهي؟ ما ذنبه فيما يحدث؟ كيف ينجو بطفولته من الموت؟ لماذا مات ابيه؟ ما كل هذه الأصوات والتفجيرات؟ لماذا بيته مراقب من داخل ومن خارج بكاميرات المحتل؟ ما هذا الجدار العازل؟ لماذا يسكت العالم من حوله على ما يحدث؟ الكثير والكثير من اسئلة بلا إجابات ترضي طفولته المنهارة…
ماذا تنتظرون من هؤلاء الأطفال؟ كيف تفكرون فيهم أو قل هل فكر فيهم احد؟
وبعيدا عن أحقية الأرض، وبعيدا عن القومية والمقدسات، وبعيدا عن الصراعات الحربية ومعاهدات السلام وبطش الظلام، وبعيدا عن الصمت والتجاهل العالمي والخزي العربي، وبعيدا عن دناءة وخسة الجبناء ودم الرجال والنساء من الشهداء… بعيدا عن هذا كله انقذوا أطفال غزة..

 

 

 

الأديب المصري /مدحت ثروت يكتب……أطفال في غزة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى