آراء حرة

احمد عبد المجيد يكتب.. مصر ( حياة كريمة )

حذر العالم أجمع من مخاطر التجاهل الاوروبى والدولى لشعوب الدول النامية والتى ينتج عنها نزوح بعض من أفراد شعوبها نحو سواحلهم عبر محاولات الهجرة غير الشرعية و التى تسببت فى قتل ما يقرب من 27 الف نازح من سواحل شمال افريقيا عبر أهوال الهرب من خلال البحرو قوارب الموت أملا فى الوصول لسواحل جنوب القارة العجوز.

و لقد امتدت مخاطر الهجرة غير الشرعية إلى التغيرات الكبيرة و التحديات الصعبة التى اصبحت تواجهها دول أوروبا اليوم من خلال حقوق المهاجرين و المتغيرات الأيدلوجية و الثقافية التى باتت تهدد استقرار دولهم .. 

و من هنا جاء خطاب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة ميثاق التمويل العالمى فى فرنسا .. مخاطبا المجتمع العالمى بصوت العقل بأن الريادة مسئولية .. كما أكد سيادته على ضرورة التزام الدول بتعهداتها و وعودها و كل الاتفاقيات الواجبة التنفيذ نحو تحسين أحوال تلك الشعوب داخل الدول النامية و التى تعانى من اخطار التغيرات المناخية .. و التى تعتبر من كبرى أزمات هذة الشعوب و التى ليس لهم دخل في ما يتعرضون له بسببها .. 

و لقد تخطت مصر هذة المرحلة منذ أكثر من عامين . عبر أحكام إغلاق الحدود البحرية و مراقبة السواحل و مناطق انطلاق قوارب الموت .. بل و أطلقت مبادرات كبرى داخل القرى الأكثر فقرا و الأكثر احتياجا و التى كانت تعتبر فى السابق من البؤر المظلمة التى يخرج منها شباب فى مقتبل العمر إلى قوارب الموت ظنا منهم أن هناك حياة رغداً تنتظرهم فى أرض القارة العجوز و التى اصبحت عاجزة تماما عن تحمل هموم شعوبها قبل مهاجريها..

أطلقت مصر مبادرة “مراكب النجاة” من خلال وزارة الهجرة و شئون المصريين بالخارج.. و كذلك المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” لتطوير حياة القرى المصرية و تحقيق استراتيجية قومية لبناء الانسان المصرى و الحفاظ على الهوية و الثروة الشعبية .. 

استطاعت مصر أن تقتحم و تواجة أخطر الملفات العالمية و اشرسها اليوم .. فى ظل حالة من التساقط و الانهيار العالمى التى اصبحت تعجز كبرى الدول عن مواجهتها أو محاولة التصدى لها .. فلم يتغير مسمى ( ضيوف مصر ) من الدول العربية الاخرى و الذى يتجاوز عددهم اكثر من 8 مليون ضيف على أرض مصر .. و الذين يتم اطلاق مسميات أخرى عليهم فى دول تدعى انها من الدول الديمقراطية او تصنع لنفسها تصنيف ضمن الكبار .. 

فالكبير هو صاحب الحكمة و القرار التنفيذى .. الكبير هو من يعد و يوفى بالعهد .. الكبير هو من لا يرد الإساءة الا بالحسنى .. الكبير هو من يعمل و يعمل بهدف ان ينجح و ينتصر .. 

الكبير هو من يضع الانسانية رمزا و منهجا .. و يرفض الصورة المزيفة..

الكبير هو من يدرك مسئولية الريادة .

ستبقى مصر الكبيرة .. هى المكان و المكانة .. 

حفظ الله مصر ..

احمد عبد المجيد 

خبير التطوير المؤسسي والعلاقات الدولية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى