توب ستوري

الشاعر علي الفرحات يكتب.. صمت

صمت

 

الـصَّــمْــتُ مِـن مُـــزنِ الـحُــروفِ رِهـامُــهُ

والـصَّــمْــتُ يَـنـطِــقُ والفَـصِـيــحُ كَــلامُـــهُ

فِـي كُــلِّ مُـهــجَــــةِ عــاشِـــــقٍ مُــتَـــأَمِّــــلٍ

صَــمْـــتٌ يَـجُــوبُ وبِـالـحـبـيــبِ هُـيــامُـــهُ

والـصَّــابِـــرونَ عـلى الـجِــراحِ بِـنـبـضِـهِـمْ

شَـــغَــفُ الأنِــــيـنِ تَـحــطَّــمَــتْ أنـغــامُـــهُ

وتَــزاحَــمَــتْ ظُـلُـمــاتُ مَـن سَـكَـنَ الـدُّجَـى

واســـتَـحْـــكَـمَــتْ صَــمْــتــًا بِـــــهِ آلامُـــــهُ

الـصَّـمْـــتُ عـــن حَــــقٍّ سَــلِــيْــــبٍ ذِلَّـــــةٌ

كَـــمْ مِــن سَــلـــيْـــبٍ أُوْبِــقَـــتْ حُــكَّــامُـــهُ

إنْ تَـنْـحَـنِـي بـالـصَّـمْـتِ صِــرتَ بِـعُــزْلَــــةٍ

والـــغـــــابُ بَـحـــرٌ أظـلَــمَــتْ آكــــامُــــــهُ

كَـــمْ مِـن خَـطــيْـــبٍ صَـمْـتُـــهُ أَوْلَـى لَــــــهُ

مِـمَّــا يَــلُــــوْكُ وقـــد طَـغَــى إِعــجــــامُـــهُ

يــا لَـعــنَـــةَ الإِعــلامِ فـي زَيْــــفِ الــــرُّؤَى

بِـالـصَّـمْـــتِ قـــد زَلَّــــتْ بِــــهِ أَقـــــلامُــــهُ

ورأَيْــــتَ نَــثْــــرًا صــارَ شِــعــرًا بــاذِخـــًا

بِـالـصَّـمْــتِ عـنــه تَــرَسَّــخَـــتْ أَقـــــدامُــهُ 

مــا الــشِّــعــرُ إِلّا بِـالــتَّــفــــاعِـــيـــلِ الَّـتـي

 يُــســقَـى الـنَّــدى مِـن شَـهــدِهـــا أحــلامُــهُ

الـصَّــمْـــتُ جُــبْــنٌ تـــــارَةً أو حِــكـــمَـــــةٌ

أو تـــــارةً أخــــرى يَــضِـــجُّ لِــجــــامُــــــهُ

لِـلــصَّــمْــتِ فـي فَــلَـكِ الـعَــنـــا أَخَــــوَاتُــهُ

هُـــنَّ الـلّـــواتِــي داؤُهُــــــنَّ ســـقــــامُــــــهُ

لا تَـعــتَـزِلْ بِـالـصَّــمْــتِ وانـطــقْ كُــلَّــمـــا

حـــارَتْ بِـصَـمْــتِـــكَ واحـتَــفَــــتْ أيَّـــامُــهُ

كُــن فـي الـحَـيــاةِ قَــصـيــدَةً تَـحــلُـــو كَـمــا

حُــلْــوُ الــــوُروْدِ تَـجَــمَّــلَــــتْ أَكــمـــامُــــهُ

الـعُــمــــرُ رَحْــــلٌ لِـلـحَـكــيْــــمِ زِمــامُـــــهُ 

ولِـكُـــلِّ دَربٍ فـي الــمَــــدى أَحـــكـــامُـــــهُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى