آراء حرة

د.رانيا فتيح تكتب.. مشاهدات في محاكم الاحوال الشخصية



بنات بعمر الورود يتجولن بين مكاتب القضاة ..


هذه تستلم النفقة وتلك تحمل ملف أوراق تطالب بنفقه ..


وأخرى تطلب ضم صغير ..


واُخرى تطالب بحبس طليقها لعدم دفعه النفقة ..


كل بنت خلفها أمها تركض معها للإيقاع بمن كان يوماً شريك حياتها ..


في صالة الانتظار هناك عدد كبير من النساء أضعاف عدد الرجال ..


وجوه تحمل ملامحها الكثير من الكيد والإرهاق والتعب والاسى 


أطفال وأخوة سيفترقون ويتركون لرحمة الأيام ..


أم تحاول استرجاع قلبها بعد أن قام طليقها بتسفيره خارج البلاد .


رجل سيتحمل فراق أولاده والذهاب لمشاهدتهم في دور رعاية في برود قاتل لعاطفة الأبوة ..


رجل يبكي ويحضر مشروحات براتبه تفيد بأن المتبقي من راتبه لا يكفيه يومين وبلاؤه عظيم ..


تسمع صرخة رجل ” ياشيخ احبسني السجن ارحم” مب قادر اصرف عليهم .


فتاة تسعي الي الطلاق وتقف امام ناظري زوجها بدون أي حياء ولا استحياء ولا خجل بصحبة ابيها او امها وتناسوا بأنها إنكشفت عليه إنكشافاً تامّا دونما ساتر ..


صارخة باكية سقطت قضيتها لانها لا تملك اجار المجيء الى المحكمة تقول “والله ما حضرت ما كان معي اجار الطريق ما اقدر ادفع رسوم تجديد القضية “


بنت تحمل صغيرها الذي لم يتجاوز عمره العام بهذا الحر يصرخ ربما جوعاً او عطشاً او اعتراضاً ان المحكمة ليست مكانه ولا يعلم ان مستلزماته من الحليب والفوط سيتم تأمينها بعد أن يلقي التنفيذ القضائي القبض على والده الذي تخلف عن دفع نفقته لضيق ذات اليد ..


رجل وامرأة تجاوز عمر زواجهما ثلاثين عاما ولديهم عشرات الاحفاد وتطالب بالطلاق والافتداء او الخلع لتتفرغ لنفسها حسب كلامها وتتنفس في المقاهي والمطاعم مع صديقاتها.


وغير ذلك من الصور الكثير ….


لماذا وصلنا لهذة المرحلة ..؟؟!


بعد أن كان كبير اي أسرة قادر على حل اي خلافات العائلة .

بعد ان كان كبير العائلة له كلمته وحكمه، وما كانت الام تستطيع أن تقول ( اتركيه وسأزوجك سيد سيده )


وأم تقول لابنها (عذبها وجرجرها بالمحاكم وأنا بجوزك احسن منها بنت فلانة)


والسؤال القائم :


– ﴿ألا يَظُنُّ أُولَئِكَ أنَّهم مَبْعُوثُون


لِيَوْمٍ عَظِيمٍ﴾


-﴿يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ﴾


يا أهلنا :


اتقوا الله في بناتكم اتقوا الله في أزواج بناتكم اتقوا الله في أنفسكم في المجتمع في كل شي.. الظلم عواقبه وخيمة.

 أيها الأب أيها الزوج أيتها الزوجة وأيتها الأم اهتموا بغرس القيم النبيلة في أبنائكم ، اهتموا بأن تغرسوا فيهم توقير الكبير واحترام قوله .

 ربوهم على تقدير الحياة الزوجية وجمال تمسكها بدينهم واخلاقهم.

احرصوا على حل الخلافات بينكم ولا تجعلوا المحاكم سبباً لتكبير الفجوة وتوسع الخلاف .

اللهم اصلح حالنا وتولى امرنا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى