عبير حلمي

عبير حلمي تكتب.. ميتاڤيرس

 

أطلق حديثا بين الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية العديد من المقالات التى تتحدث عن العالم الافتراضي الذي يطلق لقب “الميتافيرس” من قبل الروائي (نيل سيتفنسوس) عام ١٩٩٢ في إحدى رواياته الشهيرة وتخيل أن الأبطال في عالم افتراضي والمباني ثلاثية الأبعاد والشخصيات مجسمة وهو التطور الحديث في عالم الإنترنت وما تسعى له كبرى الشركات لتحقيق غزو للعالم كله بتلك التكنولوجيا وفي جميع المجالات ونحن هنا بصدد معرفة مميزات وعيوب ذلك التطور الرهيب وتأثيره على الأسرة والمجتمع في المستقبل وكيف تتأثر كافة مجالات الحياة وهل هذا سيؤدي إلي استقرار أكثر الشعوب أم هو إختراق بشكل حديث كأحد الأساليب المستخدمة في الحروب البادرة وما تعرف بحروب الجيل الخامس والسادس وهكذا علينا أن نبحث و نعقل ما هو قادم ونحن نختار ما يناسب وما يرفع من شأن الإنسان ويهيئ له الحياة الكريمة وعلينا أيضا أن نرفض ما قد يؤدي إلى اختراق العقول والسيطرة عليها بدون وعي وهنا قضيتنا الحقيقية هي قضية “وعي” بما هو آتي بالمستقبل القريب بالنسبة لنا وما قد بدأ بالفعل في الاستخدام والانتشار بكثير من دول العالم وما به من ميزات و ما عليه من تحفظات تصل إلي العيوب إذ استخدم خطأ وبدون وعي وإدراك فنحن من نصنع التكنولوجيا ونحن من نتحكم بها ونقوم بتوجيهها ونحن أيضا من نجهل الكثير منها وعنها،

 ونتركها تتحكم بنا وبمصير أولادنا ومستقبلنا ولصالح منْ كل ذلك التهاون في حق المعرفة وما يسجله التاريخ علينا ……” أنت مسؤول “

نحن بعالم افتراضي حديث نجهل عنه الكثير ونرحب به أكثر في ظل مفهوم العولمة ومواكبة العصر والتطور ويجب أن نجاري الوضع الحالي ….لا نرفض ذلك الحماس والفكر لمواكبة العصر ولكن نطلب الإرشاد والترشيد فعليك أن تبحث جيدا هل ما هو آتي في الصالح العام أم لا ؟ 

وهل نحن على كامل الاستعداد لتحمل أي نتائج من إيجابيات وسلبيات ؟ 

وهل بالفعل أجيد الفهم والوعي في الأستخدام والمواكبة ؟

وهل على علم كامل بمعنى الكلمة لذلك المصطلح الحديث وميزاته وعيوبه قبل أن ننبهر به وبذلك العالم الافتراضي وما يحويه من تطور وتقدم ونحن نجهله تماما ؟

ولذلك نحن هنا لكي نسلط الضوء على هذا الموضوع ببعض من البحث والتدقيق وعليك أيضا أن تكمل ما بدأناه من طرح اسئلة واستفسار عن دور الميتافيرس في المستقبل وما مميزات وعيوب ذلك العالم الحديث وهنا سيعود عليك وحدك نتيجة الإهتمام بالسعي والمعرفة والإدراك قبل الأستخدام .

«عالم الميتافيرس» هو عالم رقمي سيتيح للشخص صورة رمزية خاصة به، سيتم تسجيل عناوينها على المنصات الرقمية، بأصول رقمية. 

ويُفترض أن تتيح الشاشات والصور المجسمة وخوذ الواقع الافتراضي ونظارات الواقع المعزز تدريجياً «تحركات» من الأكوان الافتراضية إلى الأماكن الفعلية، أشبه بـ«النقل مِن بُعد».

وعلى سبيل المثال، أقيمت في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، سلسلة من خمس حفلات موسيقية افتراضية ظهر خلالها مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت عبر «فورتنايت» على شكل صورة رمزية، وتابعها أكثر من 12 مليون مستخدم.

وأقامت بعض ألعاب الفيديو «أكواناً ماورائية» محدودة الحجم للاعبيها، ومنها منصة «روبلوكس» التي تضم عدداً كبيراً من الألعاب التي يبتكرها الصغار والمراهقون، ولعبة «فورتنايت» التي يبلغ عدد مستخدميها 350 مليوناً.

وفي الحقيقة لا يوجد ” ميتافيرس Metaverse” واحد. 

سيكون هناك العديد من ” الميتافيرس Metaverses” ، بعضها للأعمال التجارية ، والبعض الآخر للتجارة ، والبعض الآخر للتعليم ، والبعض الآخر للترفيه. دعني أتحدث بشكل أساسي عن تطبيقات الأعمال أولاً ، لكنني متأكد من أن التطبيقات الأخرى ستظهر بسرعة في الوقت العاجل،

قواعد اللعبة ….. على الرغم من أنه في مهدها ، فمن الواضح أن الميتافيرس سيغير بشكل جذري كيف يمكننا التفاعل عبر الإنترنت ، وكيف تعلن العلامات التجارية عن نفسها ، ومدى سرعة اعتماد التشفير وأي عدد من جوانب الحياة الأخرى.

يحذر المحامون من أن الميتافيرس metaverse سيشهد نزاعات حول الملكية الفكرية والملكية وحماية البيانات وترخيص المحتوى بالإضافة إلى المخاطر المتعلقة بأصول التشفير.

 يتعين خوض العديد من الدعاوى القضائية لوضع القواعد – في سبتمبر،

على سبيل المثال ، قام Roblox بتسوية دعوى قضائية مع الرابطة الوطنية لناشري الموسيقى الأمريكية والتي تمهد الطريق للفنانين ليكونوا قادرين على عرض موسيقاهم لأول مرة في الميتافيرس،

من المتوقع أن يصل سوق metaverse إلى 800 مليار دولار بحلول عام 2024 ، وفقًا لـ Bloomberg Intelligence

 

كيف تلعب Decentraland؟

Decentraland : حياتك الجديدة اللامركزية

لا تحتاج إلى الكثير للعب في Decentraland ؛ كمستخدم ضيف ، يمكنك ببساطة استكشاف العالم من خلال فتح موقع الويب الخاص به على متصفح. بعد ذلك ، أنشئ صورة رمزية ، وامنحها اسمًا ، وأكد عمرك القانوني ، واقبل الشروط والأحكام ، وأنت على ما يرام،

لا فر ولا فرار ……هكذا سيكون حال كل من تعامل وقبل الأحكام والشروط،

كيف لا تبحث جيدا قبل أن تبدأ في عالم جديد تجهل عنه كل شئ وخصوصاً أنه افتراضي أي ليس له صلة بأرض الواقع ،

المتاجر افتراضية …الأرض افتراضية …التعليم افتراضي رغم توفير كم رهيب من المعلومات والبيانات عن كل شئ ممكن تتخيله وممكن لا بخطر ببالك اصلا في جميع المجالات يجعل لا تبذل أدنى مجهود في التفكير أو البحث أو الحساب أو التقييم فهو لدية بتلك التكنولوجيا معدلات وبيانات

وإحصائيات تجعلك في استغناء عن العالم الواقعي وما به من جهود وسعي للوصول والنجاح والعمل وبذلك يتحكم في مصيرك وقرارك ومستقبلك كما يحلو له وبأيدك وإرادتك وحدك وبموافقة كاملة على أحكامه وشروطه ….

كيف لا تدرك أولا ما أنت مقبل عليه وبعد وعي كامل ودراسة تأخذ منه ما يفيد فقط وما تتحكم أنت به وليس العكس ولا تصدره لأبنائك بقصد المواكبة الحديثة والتطور دون وعي وفهم ومراقبة …الخ

ونكرر ثانيا نحن لا نرفض التطور واستخدام كافة أنواع التكنولوجيا ولكن بالوعي الكامل ومعرفة أضرار وفوائد كل منها ،

وأخيرا ومن وجهة نظري سأتكلم عن الميتافيرس ومستقبل الأسرة 

أعتقد في الوقت القريب جدا سيكون هناك اقتحام للعالم الإفتراضي بأكثر من شكل داخل الأسرة الواحدة 

الأب يستخدم الميتافيرس في تحقيق نجاحات تجارية

الأم ستستخدم الميتافيرس للتسوق والترفيه والعلاقات الإجتماعية 

الأبناء يستخدمون الميتافيرس في الألعاب الإفتراضية واكتشاف العالم الحديث وأيضا في التعليم لسهولة التلقي والبحث عن المعلومة ،

وبذلك لن تجتمع الأسرة على هدف واحد يوحد جهودها وأهدافها ويجمع بينهم ،

وإنما أصبح لكل منا عالمه الخاص واهتماماته الخاصة ورموزه الإفتراضية الخاصة به يتعامل بها ومن خلالها،

 وأظن كامل الظن أننا لا نتعرف على بعض داخل ذلك العالم مطلقاً ربما تصنع لنفسك نموذج مختلف تمام الاختلاف عن شكلك وصفاتك واسمك وتصنع لك هوية مختلفة يفشل أي شخص في فك شفراتها ومعرفة أصلها وبذلك أيضا أكون سمحت لك بالدخول داخل عالمي تعبث فيه وبه دون سابق إنذار ودون أي حذر وهكذا يخيل لي بذلك العالم الإفتراضي الجرئ سيؤدي إلى كم رهيب من التفكك الأسري وحتى اللجوء للمحاكم و يخيل لي أن تكون المحاكم إفتراضية أيضا ومن هم الحكام وما هي الأحكام ياترى!

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى