صرخ الصمت من سكوتي
وعلا نحيبه في الارجاء
نزف القهر من عيوني
سيولا من دموع ودماء
حتى ابيضت عيناي
وأظلم أمام ناظري الفضاء
فوقفت على شرفتي
أحتسي شيئا من الذل بإباء
وأتجرع كثيرا من القهر
وفتاتا من الفرح بكبرياء
وحدقت طويلا في السماء
وقلت اليك يا ربي الالتجاء
ضاقت الدنيا علي بما رحبت
واختنقت حتى من الهواء
غابوا عن عيني من
كانوا لحياتي الغذاء والماء
غابوا من كانوا لروحي
المحتضرة نبضا وشفاء
غابوا من كانوا لأوجاعي
وآلامي وأسقامي الدواء
غابوا وبغيابهم عجز
عن مداواتي كل الاطباء
تركوا القلب يتيما وحيدا
لم يبقى مني سوى أشلاء
وأصبح فؤادي كفؤاد أم موسى
فارغا وبات غيابكم أصعب داء
حتى الدار وجدرانها وأرضها
تسألني بلهفة أين الاحباء
فارقني الانس بفراقكم
فأصبحت أنا والوحدة أصدقاء
ذهبوا بعيدا وغابوا عني
وما أقساه من ابتلاء
آه لكلماتي ما أفقرها ولحروف
ترتجف اشتياقا كل مساء
آه من حنين يمزقني
أه من وجع أصبح لي رداء
وتوسدت أحزاني وذكرياتي
وغفوت على أمل اللقاء
ونسجت من حبر قلبي
تلك الكلمات ولأولادي الاهداء.
