آراء حرةأمجد المصري

أمجد المصري.. يكتب الأسانسير

هل جربت يوماً ان تظل تصعد وتهبط داخل مصعد ، أو علي سلم كهربائي دون هدف أو جدوى ؟ هل وجدت لهذا العمل أى قيمه ، ان تظل عالقاً بين الأرض والسماء ، أم أن الأمر يستحق التفكير وحُسن التصرف …!!!

 

منذ أعوام نتحدث عن تغير تركيبة المجتمع المصرى خلال السنوات الأخيره وزيادة حالة الإنفصام والشتات الذى أصاب البعض نتيجة تسارع وتيرة الأحداث وحدتها بعد عقود من الهدوء والرتابه وخاصة بين طبقات الشباب الصغير والأفكار الغريبه التى بدأت تتزايد بينهم لتصل ببعضهم إلى إنتهاج أنماط حياتيه وعقائديه وأخلاقيه لم نسمع عنها من قبل والتى لم يكن اكثر المحللين تشاؤمًا يتوقع أن يصل اليها الشباب المصرى يوماً ما .

 

بين الإدمان والإلحاد والشذوذ وعبادة الشيطان والإنتحار بسبب العاب اليكترونيه قاتله . بين الإنسحاب من الحياه العامه بسبب سيطرة جيل الشيوخ على جميع أركانها وإفتقادهم للغه مشتركه تجمعهم بجيل الشباب وبين تقوقع الشباب داخل دائرة الذات بعيداً عن أى مشاركه إيجابيه او تواصل حقيقى مع المجتمع .

 

إنها منظومة الأخلاق التى تتغير ليتشكل لدى هذا الشعب بفعل فاعل وجدانًا جديدًا وقيمًا لم نعتاد عليها من قبل ، فلا ترابط أسرى، ولا إنتماء للأرض ، ولا إحترام للكبير أو حتى مجرد الإستماع لما يقول . لقد نجحت سنوات الألم أن تبنى جدارًا عازلًا بين شباب الأمه وشيوخها فلا لغه مشتركه تجمع الطرفين ولا إستعداد من أى فئه للنزول والتقارب مع الفئه الأخرى فكيف تستقيم الأمور وترسو سفينة الوطن على بر الأمان ..!!

 

من هنا تأتى أهمية جيل الوسط الذى أسميه دائمًا بالجيل الحائر والذى لم يقدم حتى الأن ماهو مرجو ومأمول منه فقد تشتت أبناء هذا الجيل خلال السنوات الأخيره فأكتفي جزء منهم بدور السنيد لجيلى الستينيات والسبعينيات راضياً أن ينتظر حتى يأتى دوره فى طابور الأقدمية والجزء الآخر قد تلاحم مع جيل العشرينيات وشاركهم فى موجة الأعتراض المتواصل والرفض الدائم لكل شىء لمجرد إثبات الوجود دون الإستناد الى حقيقه واحده في اغلب الأحيان متناسيًا أن دور هذا الجيل قد صار مختلفًا وأن عليه تقع مسؤولية إعادة بناء وطن يحتاج لإبداعات كل أبنائه المخلصين …!!!

 

من هنا نقول إنه يجب على هذا الجيل أن يخرج من الأسانسير الذى علق بداخله مُجبراً أو مختاراً وأن يكُف عن الصعود والهبوط بين الأرض والسماء باحثًا عن دوره المفقود وأن عليه الأن أن يبتكر دوراً لنفسه وأن يثق بقدراته حتى يقف على أرض صلبة تتيح له صناعة المستقبل فهؤلاء هم حلقه الوصل الوحيده التى تستطيع ربط أجيال المجتمع ومكوناته ببعضها ليعود الألتحام وتختفى حاله الأستقطاب والعنصريه العمريه السائده بين أبناء الوطن الواحد ليستطيع الكبار عبر هذه القناه الوسطيه المستقله بفكرها أن يمدوا الصغار بالخبرات والأخلاق التى تربوا عليها دونما تكبر او إستعلاء ودونما رفض أو إستهجان من الشباب . إنه جيل الوسط يا ساده. انه الأمل المنشود والذى إن تم إستغلاله والدفع به فى كل شرايين الوطن بشكل منظم لرأينا نتائجاً مبهره أفضل كثيرًا مما نرى اليوم فبعض المرونه الممزوجه ببعض الخبره قد يفيدان الوطن كثيرًا ..!!

 

إن ابناء هذا الجيل الحائر قد استطاعوا ان يلحقوا بركب التكنولوجيا الحديثه وان يجاروها بعقلانيه ليختاروا منها الأنسب والأصلح وبالتالى فهم قادرون على السيطره على حماس الشباب الزائد وإنجرافهم فى بحر التكنولوجيا ووسائل الأتصالات الحديثه بما يضرهم كثيرًا ولا يفيدهم الا نادرًا .انهم قادرون على ظبط المعادله فهل تنتبه الدوله لهم وتفرد لهم مساحه اكثر اتساعاً من الظهور والتمدد داخل مؤسسات وكيانات المجتمع أم تستمر حالة الإنعزال تلك سائده لتُنذر بكارثه محققه لن يجدى معها إستمرارنا فى دفن الروؤس بالرمال والتغنى بأن الأمور على ما يرام وانه ليس فى الأمكان أفضل مما كان .!

 

لتكن المرحله القادمه هى مرحلة التنازل من الجميع من اجل وطن متماسك مترابط بين كل مكوناته يتم فيه تقديم أهل الخبره على أهل الثقه وإعطاء مساحه أكبر لجيل الوسط العالق داخل هذا الأسانسير اللعين صعودًا وهبوطًا ليجُر قاطره الوطن بخبره الكبار وحماس الشباب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى